الأشاعة ... أنها فن من لا فن له ...
هي أن تضع في من أمامك .. كل شيء .. عدا مافيه حقيقة ..,,, وتعمر خيالك في نسج القصص والأقاويل .. على مدار ال24 ساعة حتى أثناء حلمك .. ,, تحلم باحداث الاشاعة ...
في زمننا هذا الناس قسمان ..,, ناس ناجحون .. شغلتهم الدنيا بأنفسهم ..وأشغلوا هم انفسهم بهمومهم الشخصية وبعدوا عن التفكير ونسج القصص عن الاخرين ..,,
وناس .. اصبح فن الاشاعة كل حياتهم ..لدرجة انه أصبح لديهم حاسة سابعه تتحس قرب مصدر خصب للاشاعات منهم ...
وغالبا تكون القصص لاتمد للواقع بصلة .. او ان تكون عن أشياء .. حقيقة يصعب عليك معرفتها .., كأن تقول عن شخص مثلا إنسان منحل اخلاقياً ... !!! .. هل انت معه طول اليوم لتقيم ذلك ..؟؟؟ ... يمكنك ان تقول انه سيئ الاخلاق لاني تلقيت منه هذا الموقف - مع انك شرعاً .. مطالب بأن تأخذه على سبعين محمل ..ولكن هنا على فرض عدم استطاعتك عمل ذلك - ولكن ان تقول هكذا تقييم على شخص حقيقةانت تجهله .. انها فعلا لمصيبة ..!!!
لا أقول لكم بأني بريئة ولا أفعل هكذا أمور عن طريق الخطأ .. " الاعتراف بالحق فضيلة " ولكن .. انا والحمد لله غالبا انتقد الشخص من موقف حصل لي معه ... ولا أنتقده نقد شخصي .. بل استنكر الفعل غالباً ...احقد على الفعل وليس الفاعل ..
أي انه من الصعب عليّ .. أن اتحدث في شخص لم يحصل لي معه موقف ..
وحقيقة لم أكتب الموضوع لأتحدث عن نفسي .. كتبته لاقول لك شخص يود ان يقول اشاعة لايعرف عنها شيئاً ...
" متى ستدع الخلق للخالق وتلتهي بنفسك واهلك وخاصتك ؟؟ !! " ... " ألا تعلم بأنه كما تدين تدان " ... " أن الانسان غالبا يخذ جزاء عمله من جنس العمل " ...
وتذكر قصة الفلتر الثلاثي ...الحكمة الرائع ..لسقراط ...
في اليونان القديمة (399-469 ق.م)اشتهر سقراط بحكمته البالغة
في أحد الأيام صادف الفيلسوف العظيم أحد معارفه الذي جرى له وقال له بتلهف:"سقراط،أتعلم ما سمعت عن أحد طلابك؟"
"انتظر لحظة" رد عليه سقراط "قبل أن تخبرني أود منك أن تجتاز امتحان صغير يدعى امتحان الفلتر الثلاثي"
"الفلتر الثلاثي؟"
"هذا صحيح" تابع سقراط :"قبل أن تخبرني عن طالبي لنأخذ لحظة لنفلتر ما كنت ستقوله. الفلتر الأول هو الصدق،هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح؟"
"لا" رد الرجل،"في الواقع لقد سمعت الخبر و..."
"حسنا" قال سقراط ،"إذا أنت لست أكيد أن ما ستخبرني صحيح أو خطأ. لنجرب الفلتر الثاني، فلتر الطيبة .هل ما ستخبرني به عن طالبي شيء طيب؟"
"لا،على العكس..."
"حسنا" تابع سقراط "إذا ستخبرني شيء سيء عن طالبي على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح؟"
بدأ الرجل بالشعور بالإحراج.
تابع سقراط:"ما زال بإمكانك أن تنجح بالإمتحان ،فهناك فلتر ثالث - فلتر الفائدة. هل ما ستخبرني به عن طالبي سيفيدني؟"
"في الواقع لا."
"إذا" تابع سقراط" إذا كنت ستخبرني بشيء ليس بصحيح ولا بطيب ولا ذي فائدة أو قيمة، لماذا تخبرني به من الأصل؟"
هزم هذا الرجل وأهين
لهذا السبب كان سقراط فيلسوفا عظيما يقدره الناس وويضعونه في مكانة عالية
تذكر هذه الحكمة كلما حاولت أن تنشر أي إشاعة
تحياتي ..
بقلم سيدة الصباح ..
جمانة المشيخص