صباحكم */* مسائكم نور وعسل
من شهر الطفولة العالمي (نوفمبر) اهدي تحية لكل طفل في هذا العالم .. وإنير شمعة في نار حبه وعشق براءته ..
لكل طفل وطفلة في هذه الدنيا .. ولكل كبير .. أتقدم بهذا السؤال : هل تعرف أن كل طفل مبدع ولديه طاقة جبارة للأبداع بالفطرة لايملكها أي بالغ ؟! وأني أستطيع أثبات ذلك ؟!
قبل الاجابة سأخبرك بأني بعد معايشة الاطفال والتفكير المطول في حياتهم وسلوكياتهم اليومية .. أكتشفت أنهم يملكون من الابداع والافكار والمخيلة الشيء الكثير ..نستطيع القول انهم يعيشون بلا حدود ..
ان الاسباب الداعمة لابداع الطفل وأكتشافه واختراعه ..كثيرة ومتنوعة أولها أنه لايخاف من الفشل..!!
إننا ندفع ثمناً غالياً من جراء خوفنا من الفشل إنه عائق كبير للتطور يعمل على تضييق أفق الشخصية ويحد من الاستكشاف والتجريب, فلا توجد معرفة تخلو من صعوبة وتجربة من الخطأ والصواب وإذا أردت الاستمرار في المعرفة عليك أن تكون مستعداً طيلة حياتك لمواجهة خطورة الفشل !! (جون جاردينر)
نستطيع القول أن الطفل عصفور يحلق في كل الفضاء بلا تعب وان الكبار ماهم الا عصافير قد أصبحت تخشى الطيران خشية أنكسار العنق عند السقوط ..ان هذا الخوف يكبر مع كثرة التفكير والتردد ويعمل على تضييق الافق والحد من الاكتشاف والرؤية !!
أن الطفل لايخشى الدرجات السيئة في الاختبارات ولايخشى السقوط عند الفقز ..ولايخشى كلام الناس ولايهمه اتساخ الملابس ..ولايهمه الوقت ولا التعب .. كل مايهمه ان يعمل على أنجاز مايفكر فيه ..فالاطفال قادرون على الانجاز بالاصرار المتسم فيهم ..فالطفل لو اعطيته لعبة ولم تعلمه كيف تعمل أما انه سيتوصل لطريقة عملها أو سيخترع طريقة أخرى لاستمتاع بها !!
ان الطفل مازال يملك أهم صفة يفتقد إليها المتعلم الكبير .. إلا وهي الاستمتاع في العمل والتعلم .. هذا الشعور الخفيف برائحة السكر الذي تصاحبه نشوة الانتصار والفرح بتعلم شيء جديد !!
كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة (النفري)
لا أعتقد أن أحد الان يعجب من مدى سوء تعبير الطفل !!
رؤيته الاشياء من حوله وأستحساسه للجمال فيها والتركيز في كل شيء والتفاصيل ..والشمولية التي يفكر فيها حيث أنه يصعب عليه ترتيب أولوياته كالكبار ..فهو يعجز عن التعبير ..وغالباً تجد انه يذكر أشياء لاتجدها انت مهمه ..وذلك لضيق رؤيتك وليس العكس..!!
ان النظرة المتسمة بالشمولية لاتغفل عن شيء .. وهي بريئة كنظرة الاطفال ..لاتعطي الاولوية لشيء على شيء ولاتراعي أن هذه اللوحة رسمها فنان معروف أو إنسان أعرفه !! .. أنه تميز التفاصيل بتجرد وبمساواة تدعو للعجب ..في نظري -القاصر- أن أفضل قاضي في الحياة هو الطفل .. لان القضاء يجب ان يكون إنسانية يتسمى بالمساواة .. وأن أفضل من يفعل هذا الشيء هو الطفل!!
القسوة والقوانين لاتعدى قضاء ولاعدالة .. أن الطفل عادة يعمل على تقسيم الطعام بعفوية بالغة بينه وبين أصدقائه مراعياً أشياء كثيرة ..كفرق السن والحجم ..ومدى القرابة والمحبة للشخص الذي يقاسمه ..فيقولها بلا خجل .. " هي أختي لذلك أعطيتها أكثر " و"هو أكبر لذلك يأكل أكثر " و"بطنه أكبر فيأكل أكثر " :: آلخ ...
تحتاج الى الفوضى داخلك...لــ تلد نجمة راقصة !! -نيتشة-
عبارة لطالما عشقتها .. أجل أني من المؤيدين أن الفوضى خلاقه .. وأن النظام وُجد ليخرق ..لاتكلم عن القذارة والتوسيخ ..!! أبدا .. أن اتكلم عن الفوضى المنسجمه ..فإن من الاشخاص الذين لايستطيع المذاكرة مال أرمي كتبي على الارض وانشرهم والاوراق حولي ..وغالباً عندما تدخل والدتي الى غرفتي تبادر بالصراخ : " جماآآآآآآآنة .. ويش مسوية بالغرفة !! .. زربية مو غرفة !! كيف اذاكري كذا ..ماتعرف أذكري بدون ماتعفسي المكان !!! :$ !!! " ...
الفوضى تساعدني على النظرة الشاملة والاحساس بالتناسق والتباين ..تخيل معي لو كان العالم لوحة من لون واحد ..ستكون مملة ..وحتى لو كانوا 10 الوان ..ستكون رتيبه ..ولكن تخيل معي لوحه ..بها الكثير من تدرجات الالوان ..المنسجمه مع بعضها .. أنه رؤية منسجمة للفوضى !! وهذا مايملكه الاطفال ..
عندما كنت طفلة غالباً ماكنت أصف العابي بطريقة يراها أبي -رحمه الله- وأمي ..طريقة عشوائية فوضوية ويتشكون منها..الا أني أرى ألعابي المصفوفة والاقلام .. قرية جميلة بها مدرسة وجيران ..وشركات وأخيار وأشرار !! .. أراها حياة يومية !! .. وأراهنكم جميعاً .. كم مرة رأيت أخوك أو أختك او أي طفل أمامك يصفى الاشياء بطريقة تجدها انت تفتقر للمنطق والنظام ..!؟؟ وأرهنك أن لو سألته عن سبب صفه للاشياء بهذه الطريقة ستجدها طريقة منطقية وعلى أساس وليست عشوائية !! وهذا مايعطيه قدرة على الابداع ..الفوضى المنسجمة بداخله !!
وبسبب وجود الكثير من العمل لدي من أجل أحبابي الاطفال في مهرجان صحتي هي حياتي 2
فقد جف القلم الان ..ولكني وهبت هذا الشهر وكتاباتي فيه لكل الاطفال حيث أنه ملهمي الاول والخلاق الوحيد للمدونة في هذا الشهر
دمتوا سالمين !!
جمانة المشيخص ..