صباحكم // مسائكم نور وسلامة وسعادة :-:_:-:
اليوم أخذكم في جولة في شيء -وهي بداية سلسلة جديدة في المدونة تحت عنوان لاني إنسان- أوقد شعلة الانسانية وقيمتها في داخلي من صغري .. منذ ان كنت طفلة وتعلمت القراءة ..
شيء علمني أني بما اني إنسان .. فلي كيان ورأي ..وحقوق ..وواجبات ..
أني ككل الناس على هذا الكوكب ..لي خمس حقوق ..يجب أن أخذها على أكمل وجه ..
من حقي العدالة , الحرية , المساواة , الاستقلال , السلام ..كما نصت عليه اتفاقية حقوق الانسان وكما نزلت به الاديان السماوية سابقاً ..
العدالة :
من هنا أنادي باسقاط المثل القائل : " المساواة في الظلم عدل !! " ..لاوجه للعدالة في هذه العبارة ..
العدل والحق أحق بان يتبع .. من حقي لاني موجود ان احظى بالتشجيع والعقاب وعلى "قدر عملي " ..فلا يجوز ان أُقتل لاني سرقت ..وتُقطع يدي لاني قتل ..!! ..
انادي بالرحمة والرفق ولكن ليس الى حد الاستهتار ..فمن أمن العقاب أسئ الادب ..
الحرية :
الحرية لاتعني الانفلات والتحرر .. انها تعني وجوب المسئولية عن الافعال ..فالعبد كما نعرف في قانون ماقبل الاسلام ملك لسيده والسيد مسئول عن تصرفات عبده ..يغرمه ويكفله في جميع تصرفات حياته ..حتى جاء الاسلام وأعلن الحرية ..وان الحر بالحر والعبد بالعبد ..وان العبد كائن حي مسئول عن تصرفاته فإذا قتل يُقتل ..وإذا سرقت تُقطع يده ..
أنك حر يعني أنك مسئول ...لك حقوق وعليك واجبات ..لك رأي وحياة تستطيع وبموجب حقوقك التصرف والتحكم فيها دونما تدخل من الاخرين بما فيهم الاهل ..ولكن هذا لايمنع أنه من حقك على أهلك "حق النصيحة" وماخاب من أستشار ..ولكن حق القرار في النهاية بيدك ..سواء كنت رجل أو أمراة !!
المساواة :
لا للعنصرية بكل مقاييسها .. لا لعنصرية البيض على السود ..ولا عنصرية الدول على الدول ولاتمييز المناطق والمذاهب والجنس..فكلنا بشر ويتمتع بحق المساواة ..فليس لاني فتاة أُعاقب أكثر من الفتى ولا العكس ..وليس لاني في دولتي وأحمل الجنسية السعودية يحق لي ما لا يحق للعمالة الاجنبية ..لاأقصد من حيث الحقوق الاقتصادية ..ولكن من حيث الحقوق الانسانية ..أي انه عندما يتركب هو جريمه ..على العقاب أن يكون مساوياً للجريمة ..كما يحصل لو أنني أرتكبت الجريمة ..
الاستقلال :
من منطلق أهمية المساحة الخاصة للتعبير وتكوين الذات البشرية وأهمية أن يكون الانسان مستقل بذاته .. أقمع ونرفض جميع انواع الدكتاتورية وفرض السلطة والسيطرة ..لا سياسية كانت ولا اهلية ..أي أنه لايحق للاهل على أبسط مثال ..تقرير مصير الفرد ..من حيث تقرير دراسته مثلا او حرمانه من شيء يريده بشدة كتحديد شريك الحياة او منعه من السفر للعلم او العمل ..
لا أنادي بتشتت الاسري ولا التمزيق ..انه حق لي يجب أن يفهمه أهلي منذ صغري ..وانا شخصياً اتمتع بهذا الحق الى حد كبير ..لا بأس في المشاورة واخذ الرأي والاقناع ..والنقاش ..ولكن فرض الرأي بالقوة وحرمان الشخص من حقه في التعبير والتجريب في الحياة وبناء رؤية الخاصة يعتبر شيء تعسفي مقيت ..يجب اعدامه من الحياة !!.. فليس لانك أبي او لآنك أمي هذا يعني أنك على حق دوماً ..لانه لكن زمان دولة ورجال ..أي أني املك الخبرة كافية تساعدني في تقرير مصيري ..واذا كان ديني يحاسبني على اعمالي وينادي بأني مسئول وقادر على الاختيار .. من ذا الذي يمنعني من حقي فيه ؟!!؟
السلام :
ان الامان حق مكفول لكل البشر بموجب وجود القوانين واحترام الحقوق المتبادل من قبل العقلية الانسانية الواعية ..اي انه حق يترتب على وجود بقية الحقوق ..حيث ان الحقوق السابقة تمنح للفرد وان السلام هو نتيجة وجود الحقوق السابقة الفردية ويتحقق للمجتمع ..
لايمكن التفكير بشكل سليم اثناء الخوف وهذا ماثبت علمياً ..اذا كان يُطلب مني أن أكون إنسان سوي مفكر منتج في المجتمع ..واعي ..على قدر المسئولية ..فلابد من توفير بيئة سليمة متماسكة ..تنعم بالامن والسلام ..وليبدأ كل شخص من نفسه ..
**هرم ماسلو للحاجات الانسانية **
ان هذا الهرم .. من الاشياء الكثيرة التي ترتكز عليه نظرتي في الحياة وفي تقييم الامور ..حيث أني نشأت في ضوء قراءتي وتمعني فيه ..
من هو ماسلو ؟!
عالم نفس امريكي ..وضع نظرية في التحفيز والدافعية البشرية ..عاش مابين 1908 - 1970 ..ومن ابزر ماقدمه هرم الحاجات الانسانية المتسلسلة من القاعدة للقمة في 3 مستويات والمنادي باهمية الامن الجماعي ودوره في تحقيق الانتاج الامثل والمجتمع المتكامل ..
الهرم :
المستوى الاول : حاجات شخصية فردية :
الحاجة الاولى (قاعدة الهرم) : الحاجة الفسيلوجية للبقاء :
ان هذه الحاجة لا فصال فيها .. ان الانسان لكي ينتج ويكون صاحب وجود وكيان بشر في المجتمع ..لابد ان يكون حياً ..وهذه الحاجة تشمل الطعام والشراب ..الدواء في حالة المرض ..القدرة على البقاء حياً ..ونلاحظ ان تهديد هذه الحاجة لدى الانسان خطير جداً حيث انه يسبب أنبعاث طاقات كبيرة وجبارة كامنه فيه من داخله الى خارجه ..حيث ان الكثيرين يقوموا باعمال كثيرة عندما تكون حياتهم في خطر ..وهو في الاوضاع الطبيعية لايمكن لهم عملها .. من كسر الابواب مثلا في حالة الحريق ورفع الاشياء الثقيلة وغيرها ..
الحاجة الثانية : الحاجة للامن والامان :
ان هذه الحاجة مهمة جداً ولكنها تغيب عن بال الكثيرين ..لايمكن لعالم ومفكر ان ينتج في ظل الحرب ..او انعدام الامن ..اذا كان لايأمن على ماله وعرضه وشرفه وحياته وخاصته ..كيف له ان يؤمن ويفكر وينتج ؟!؟!
الحروب والكوارث الطبيعية ..الازمات الاقتصادية ..الظروف السياسية السيئة ..كل هذه عوامل تحد من الانتاج البشري والفكري ..
المستوى الثاني : الحاجات الجماعية الاجتماعية مع الاخرين :
الحاجة الثالثة : الحاجة للانتماء :
ان هذه الحاجة ملحة بقدر البقية .. حيث اننا نلاحظ في الاشخاص مجهولين النسب الصعوبة في الاندماج مع الناس والانتاج والتفكير والتعبير ..حيث انه يحس بشذوذ نفسه عن البقية ..وهذا ماتكره البشرية بالفطرة ..فمنذ بزغت شمس الانسانية ..مال الانسان الى تكوين جماعات ومجتمعات تحقق له هذه الغاية ..في وجود انتماء ..فانا مثلا جمانة انتمي لحي ومنطقتي وجامعتي ودولتي وانتمي الى اسرتي واصدقائي ومستقبلاً زوجي واطفالي الخ..فبدونهم لا اعتبر موجودة ..وجودهم يحقق لي حاجة الانتماء والقدرة على وصف الذات والاحساس بالالفة ..تخيل شخص لايعرف اسرته او لايملك جنسية ..يحقق وينجز ويفكر ؟!؟ لااعتقد انه يمكن لذلك ان يحدث ..
الحاجة الرابعة : الحاجة للشكر والتقدير :
نستطيع ان نربط هذه الحاجة بمبدأ المدرسة السلوكية في التحليل السلوكي البشري ..فالمجتمع والمحيط يأثرعلى الفرد تأثير كبير وملفت ..ان انعدام التقدير يحفز على انعدام الفعل ..كالطفل الذي يحرص على تنظيف غرفته ولايلقى اي تقدير او تشجيع من والديه ...فيبدأ التفكير بهذه الطريقة ..اذا كان التنظيف = لاتشجيع ..والاتنظيف = لاتشجيع أيضاً ..ماقيمة العمل ؟!؟ ..وحتى لو كان الاتنظيف= التوبيخ ..فهو على الاقل ينتج ردة فعل ..ان تجاهل السلوك يؤدي الى انقراضه مع الوقت ..وانعدام الدعم والتشجيع في المرحلة التربوية التعليمية ..يساعد على اندثار العلم والرغبة فيه ..
ان الاحتواء والتحفيز ..من جل المهمات التي يجب للوالدين ادائها للاطفال ..ليحس بقيمة العمل المعنوية وقدرته على رسم الأثر في المحيط وتغيير المصائر ..وتعطيه طاقة ايجابية كبيرة وتبعده عن السلبية في الحياة والاقرار ..
المستوى الثالث : حاجات عقلية (فهم ومعرفه) :
الحاجة الخامسة والاخيرة (قمة الهرم) : الحاجة لتحقيق الذات :
ان هذه الحاجة مُختلف في أهميتها ..حيث أني شخصياً لا أعتبرها مهمة لتحقيق الانجاز المطلق ..ولكنها مهمة في تحقيق إنجاز مميز ..قد يعمل الانسان اشياء لاتناسب تفكيره وميوله ولكنه يؤديها بالحد الادنى من المطلوب مما يجعله منتج في هذه الحياة ..ولكنها لايكون إنجاز مميز ..ان حب العمل والحياة والرضا بالمحيط هو أساس التميز في هذه الحياة وأساس الافعال الكبيرة التي غيرت وجه التاريخ على صفحة ماء الزمن ..حاول قدر استطاعتك أن تعمل ماتحب ..لتكون مميز ..فأنا مؤمنة أشد الايمان انه لو عمل كل إنسان مايحب لاصبح الكون على خير مايرام ..
وأخيراً ..
أن احترام انسانية الانسان فيه وتقديرها ..هو قمة الحضارة على مر العصور وهو جل مبتغى كل إنسان في هذه الحياة وهو قضية تستحق النضال في سبيلها ..
دمتم سالمين !!
جمانة المشيخص ..